في الأوساط الشّرقية، تحتل تربية الحيوانت مركز مهم، ومنذ فترة ليست بالبعيدة كانت أغلب البيوت العربية، تربي الحمام، والعصافير والقطط، والدجاج، وفي البادية والريف كانَ الوضع أكثر رسمية، لأنَّ الحيوانات كالأبقار والماعز، والجمال تشكل مصدر عيش ورزق، وسأسلط الضوء في هذا التقري على تربية الحمام، وهي هواية لازالتم وجودة بذات عند جداتنا وبعض الأوساط العائلية الكبيرة، والتي تمتلك مساحة ما على الأرض، أو على سطح منزلها.
ينتمي الحمام لعائلة من الطيور تضم تحتها 47 نوعاً، وهو من الدواجن التي تمَّ إستئناسها منذ آلاف السنين، فقد كان المصريين القدماء يربونها في فى أبراج من الطين والفخار، والتي لا زالت تستعمل حتَّى الآن، ويتميّز الحمام عن بقية الدواجن، بسهولة ترتبيته، ومقاومته للعديد من الأمراض، والآفات، والتقلبات الجوية، كما يتميز بطعم مميز بينَ الطيور لهُ ذوَّاقيه ومحبيه، بالرغم من ارتفاع ثمنه، كما ويشكل مصدراً للسماد العضوي.
هناك العديد من الأمور التي يجب مراعاتها عند تربية الحمام من هذهِ الأمور:
1- مكان تربية الحمام: يجب بناء قفص الحمام في مكان مكشوف ومعرض لأشعة الشمس، مثل فناء المنزل أو سصحه، وإحرص اثناء البناء على عمل مساحة كبيرة لنوافذ والشبك، ثمَّ رتب الصناديق التي سينام بها الحمام، بجوار بعضها البعضها، وبهذا يكون المكان جاهزاً.
2- ما هي أنواع الحمام التي يفضل ترتبيته ؟!: في البدايات ينصح بشراء والتعامل مع الأنواع الرخيصة والمنتشرة من الحمام مثل البلدي (البغدادي) والهندي والكويتي، وبعدها تتدرج إلى الأنواع الغالية مثل الكينج، والتركي.
3- تغذية الحمام: يحتاج الحمام إلى عناصية خاصة بالغذاء، إذ يجب تنويع الغذاء له، ومن الأغذية التي يتناولها القمح، والذرة البيضاء، والدخن، والعدس، ويوجد نوع مخلوط في الأسواق يحتوي على الحبوب السابقة، وهو النوع المفضل، ويمكن تعويد الحمام على أطعمة اخرى مثل الخبز الناشف المطحون، والرز المطبوخ. بالنسبة للشرب، يفضل شراء سقاية خاصة للطيور وهي تباع في محلات الحيوانات، أو تخصيص وعاء للماء، والحرص على أن يكون ممتلئاً دائماً، ويتم إطعام الحمام مرتين يومياً مرة صباحاً ومرة مساءً ويراعى أنَّ هذا الطعام سينفذ خلال ساعة أو ساعتين، ويتم إزالة الزائد منه بعدها.
معلومات أخرى هامة:
1- يحتاج الحمام إلى مادة ما لبناء عشه، وأفضل مادة هي الجريد (سعف النخل)، حيثُ يتم قصه إلى قطع ضغيره، ووضعه في القفص، وفي حالة عدم توفر شيء للحمام لبناء عشه، سيبنيه من الريش، والفضلات المنتشرة حوله.
2- يبيض الحمام بيضتين في الغالب وتكون مدة الحضانة يوم واحد، بعدها يفقس البيض عن زغاليل صغيرة مغطاه بالزغب الأصفر، ويحتاج الفرخ من أسبوعين لثلاثة، لينمو ويصبح قادراً على الطيران، ويعتمد ذلك على الرعاية والتغذية والظروف المحيطة ومدى إهتمام الأبوين، ومن الغريب أنَّ بعض الحمام لا يهتم بصغاره كثيراً.
3- يعتبر الحمام الزاجل أشهر أنواع الحمام وسيده، وقد ذكر عنه الكثير الكثير في التاريخ، وهو أكثر أنواع الحمام ألفة لموطنه، فهو يحب البقاء فيه، مهما يبعد عنه يعود إليه فسبحن الذي جعل للطير قلباً يألف موطنه ومكان عيشه، وعلم الإنسان والحيوان ما لم يعلم